مشهد مروع يحير العقل ويطرح ألف سؤال حول ما رآه المواطنون فهل هو حقيقة أم خيال، حيث أحتشد آلاف المصريين، مسلمين ومسيحيين، أمام كنيسة العذراء والملاك بمركز الوراق التابع لمحافظة الجيزة بعد تردد مزاعم حول ظهور السيدة العذراء بين قباب الكنيسة الثلاث لليوم الثالث علي التوالي، وسط حالة إستنفار أمني للسيطرة علي الجموع الكبيرة التي اتت من مختلف المدن المصرية لمتابعة الحدث.
وتعلقت أعين وكاميرات الحضور بسطح الكنيسة لمراقبة ظهور العذراء، والتي أخذت تهلل مع ظهور حمامة تطير فوق الكنيسة مرددين هتافات "نورك بان علي الصلبان نورك بان علي الصلبان" و"البركة يا عذرا" ، و "بص شوف العذراء بتعمل ايه" و"يا عذرا يا أم النصاري اظهري علي المنارة"، وتعالت الترانيم في السيارات المصطفة علي جانبي الطريق.
وأثر الحضور الضخم أمام الكنس الكائنة بشارع الكورنيش علي حركة المرور رغم الكثافة الأمنية، الأمر الذي سبب حالة من الفوضي بسبب تواجد سيارات الأمن المركزي بخلاف سيارات إسعاف وإطفاء وعدد غير قليل من رجال الأمن المركزي وظباط الشرطة الذين وضعوا سياج أمني أمام المواطنين للسماح للسيارات بالعبور والحيلولة دون إختناق الطريق.
وأنتقل علي الفور اللواء محسن حفظي مساعد اول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة من أجل السيطرة علي الأوضاع في المنطقة وإيجاد مسارات بديلة لطريق كورنيش الوراق لحل الأزمة المرورية التي تسببن فيها جموع المواطنين.
ومن جانبه زعم القمص داود إبراهيم راعي الكنيسة أنه سمع بتوافد الألاف الي الكنيسة وجاءه العديد من الاتصالات تخبره بظهور العذراء فوق كنيستها، فتوجهت الي نافذة بيتي اقريب من الكنيسة ورأيت جموع المواطنين وشاهدت العذراء علي هيئة حمامة تحيطها هالة نورانية.
فيما أوضح الملازم محمود الجيار أنه توجه الي الكنيسة عقب تلقي أنباء عن وجود تجمعات أمام كنيسة العذراء، ولكنه لم يري شئ غير طبيعي، مؤكدا أن الهدف هو تأمين المكان وليس التوثق من الواقعة.
وإختلفت الروايات حول صحة الواقعة حيث زعم ماجد لبيب أحد شهود العيان أنه شاهد العذراء كاملة تعلو وسط الكنيسة بين القباب الثلاث للكنيسة وأقسم علي صحة الواقعة، وأنه وأسرته أمام الكنيسة للتبرك بـ"أم النور"، مضيفا أن الحمام يطير فوق باحة الكنيسة إحتفاءا ببركة العذراء.
مانشيت جريدة الاخبار سنة 68 عن ظهور العذراء
فيما أكد محمد إبراهيم طالب بكلية الهندسة أنه لم يري شئ غريب في السماء، وأنه خرج مع زملاءه عندما سمع بظهور العذراء ولكنه لم يري شئ غير طبيعي، وتابع "لا في عذراء هنا ولا حاجة دول مطيرين شوية حمام"، فيما زعم أيمن رجب أحد شهود العيان أنه رأي نور فوق الكنيسة ولكنه لم يتبين ملامح من هذا النور، مشيرا إلي أنه أنه لو تبين ملامحه لما تردد في قول ذلك رغم كونه مسلم.
وفرحة عارمة شددت أم سعد والبهجة تكسو ملامحها أنها رأت العذراء فوق الكنيسة تروح وتغدو أمام البرج الخلفي، وأن إبنها صور المشهد علي الموبايل "لو مش مصدق"، وان جارتها المسلمة قد شاهدت العذراء وهنئتها بذلك.
وكان سطح الكنيسة قد احتشدت فوقه عدسات الكاميرات لتصوير هذه التجلي، والذي انتشر كالنار في الهشيم في القري القريبة من الوراق لتحمل الكثير من أبناءها للتأكد من صحتها.
جدير بالذكر أن مزاعم ظهور السيدة العذراء ليست الأولي في ربوع مصر حيث تعود القصة الأشهر الي ستينيات القرن الماضي وبالتحديد في 2 أبريل 1968، حيث زعم عامل جراج تابع لهيئة النقل العام أنه شاهد سيدة تتحرك فوق سطح كنيسة الزيتون، لينتقل الخبر سريعا ويتجمع الآلاف إلى الكنيسة وهو ما دفع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للأنتقال الي مكان الكنيسة للتوثق من الحدث.
كما تردد الكثير من الأنباء عن ظهور العذراء في أسيوط وشبرا عام 1986 والمنيا عام 1997، و الزيتون عام 2008 .. ولازال الي الأن يتوافد المئات علي كنيسة العذراء والملاك بالوراق لمتابعة الحدث.