ثارت اللقطات المصورة الصامتة، التي بثّها التلفزيون الرسمي المصري أمس، للرئيس حسني مبارك، وهو يتحدث داخل غرفته في مستشفى هاديلبرج الألماني إلى اثنين من فريقه الطبي المعالج، الكثير من التساؤلات، أكثر مما أجابت عن القلق الذي انتاب الشارع المصري على الوضع الصحي للرئيس.
اللقطات التي تبلغ مدتها ثلاثين ثانية تقريباً، بدت أقرب إلى الصور الفوتوغرافية، بحيث جرى منع الصوت لأسباب غامضة، بينما ظهر الرئيس جالساً على مقعد أمام طاولة ومرتدياً ملابسه المنزلية يتحدث مع طبيبين يجلسان أمامه.
وقال مسؤول إعلامي مصري إن اللقطات التي صُوّرت على عجل هدفت إلى إبلاغ رسالة للجميع بأن الرئيس بخير، فيما لفتت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن ظهور مبارك مع أطبائه قد يكون تمهيداً لشيء آخر في ما بعد، في تلميح إلى احتمال أن يضطر الرئيس إلى التخلي عن منصبه، وعدم إكمال فترة ولايته الخامسة التي تنتهي العام المقبل بسبب وضعه الصحي.
وخلال اللقطات، التي جاءت من زاويتين أمامية وجانبية ولا يمكن القطع بتاريخ تصويرها، رغم إعلان التلفزيون المصري أنها التُقطت صباح الثلاثاء، حرّك الرئيس مبارك ذراعيه قبل أن يضمّهما وهو يتحدث إلى الطبيبين، في ما بدا أنه حديث قصير للغاية باللغة الإنكليزية.
وبدا أن الرئيس مبارك، الذي لم يظهر علناً أمام وسائل الإعلام منذ دخوله المستشفى في الرابع من الشهر الجاري، قد فقد الكثير من وزنه، فيما عرفت علامات الإجهاد طريقها إلى وجهه. ووفقاً لتصريحات الطبيب الألماني، بوشلر، فإن مبارك لن يعود قريباً إلى أرض الوطن، بحيث أشار إلى أن مبارك سيظل في المستشفى الألماني تحت العناية الطبية الخاصة للفريق المعالج.
وقال الطبيب إنّ صحة الرئيس تتقدم بمعدلات مرضية ولا حاجة إلى التحاليل المعملية اليومية، التي كانت تُجرى للاطمئنان إلى صحته. وأضاف «مبارك في صحة جيدة ويستطيع أن يمشي، ويتناول طعاماً خفيفاً»، من دون أيّ إشارة إلى موعد مغادرته المستشفى، وعودته إلى القاهرة. فيما أفادت النشرة الصحية للرئيس أنه يتمتع بروح معنوية مرتفعة، وأنه يتطلع إلى العودة إلى نشاطه الطبيعي المعتاد.
في المقابل، قال مصدر مصري في ألمانيا إن تعليمات صدرت بمنع دخول أيّ صحافيين أو إعلاميين إلى مستشفى هايدلبرج بعد دخول الإعلامي عمرو أديب المستشفى، وإجرائه لقاءات مع عدد من المصريين المقيمين في ألمانيا.
وقبل ظهور الرئيس، أكد الأمين العام للحزب الحاكم، ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف، أن الحالة الصحية للرئيس جيدة، وأن «التقدم الصحي للرئيس يسير أفضل من الوضع العادي، وأكثر مما يتصوره الجميع».
وقال الشريف في حديث لمجلة «المصور» إن الرئيس سيخاطب الشعب في أقرب فرصة، وإنه سيعود إلى البلاد في أقرب فرصة، مشيراً إلى أن بعض الأقلام أو المواقع الإلكترونية الموتورة تصوّر الأمور أحياناً على غير حقيقتها، لكنّ الشعب المصري يثق بقيادته السياسية ويغمرها بدعاء الحب والسلام.
وقال «الرئيس يتمتع بصحة جيدة، والحمد لله. وعلى كل شخص فينا أن يسأل طبيباً يعرفه عن فترة النقاهة اللازمة لهذه العملية، وهل يستطيع الشخص أن يمشي بسرعة بعدها. وكم تستغرق من الوقت لالتئام الجروح». وسُئل عن الشائعات الخاصة بصحة الرئيس فقال «دون الخوض في التفاصيل الكل يعلم ويستطيع أن يستنبط الأهداف الخبيثة من وراء ذلك».
وتابع «أنا يومياً على اتصال بألمانيا. والرئيس بأحسن صحة وأحسن حالة. وكل يوم حالته تتحسّن أسرع مما يتوقعه الفريق الطبي. وسوف يطل قريباً على المواطنين إعلامياً».
من جهته، استغل أمين الإعلام في الحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال حفل تأبين جامعة الأزهر لشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي ليعلن أن الرئيس سيوجه كلمة مباشرة إلى الشعب المصري في لقاء مع التلفزيون المصري نهاية الأسبوع الحالي، ليطمئن المصريين بنفسه إلى صحته، موضحاً أن فريقاً من التلفزيون سيتوجه إلى ألمانيا لتسجيل هذا اللقاء