كاتب اسرائيلي يترحم على السادات ويدعو حكام العرب لزيارة متحف الهولوكوست

ترحم كاتب اسرائيلي على ايام الرئيس المصري الراحل أنور السادات ومبادرته الشهيرة بزيارة القدس لاعطاء دفعة لعملية السلام.

ففي مقال بعنوان ''اين السادات عندما تكون اسرائيل في أشد الحاجة اليه'' في صحيفة هاأرتس الاثنين قال الكاتب الاسرائيلي الشهير أكيفا إلدر ان ما فعله السادات من كسب لقلوب الاسرائيليين ومخاطبة رغبتهم في السلام عندما زار اسرائيل ووضع باقة من الورد في متحف الهولوكوست (ياد فاشيم) والقائه خطابه في الكنيست عام 1977 قد ''أفسده العرب بخلقهم جدران من الظلم والخوف والكراهية للاسرائيليين''.

وقال إلدر أن كتابا اسرائيليا أوضح أن ادعاء أن السادات لم يذهب الى اسرائيل الا بعد الحصول على تعهد اسرائيلي بالانسحاب من كامل سيناء هو ادعاء كاذب، وقال ان الحكومة الاسرائيلية أنذاك لم تتعهد بمثل هذا الاجراء وعلى الرغم من ذلك جاءت زيارة السادات.

ووصف الكاتب زيارة السادات للقدس بأنها أزالت آثار ثلاثين عاما من الكراهية والحروب بين مصر واسرائيل.

وقال ماذا لو حذا الرئيس مبارك والملك عبد الله ملك الأردن والملك عبد الله ملك السعودية ومعهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حذو السادات و جاءوا لوضع باقات الورد في "ياد فاشيم" وتعهدوا من فوق منبر الكنيست أنه لن تكون هناك حروب أخرى مع اسرائيل.

وادعى المحلل الاسرائيلي الشهير أن ذلك سيكون خطوة هامة لتحقيق السلام بين العرب واسرائيل بدلا من المطالبة التي لا طائل منها بانسحاب اسرائيل من بعض الأراضي.

وقال إلدر ان مطالبة اسرائيل بالانسحاب من مستوطنات أو من أراضي لا طائل منه في ظل ترسخ قناعة لدى الأسرائيليين أن العرب لا يريدون السلام.

وأشار الى استقصاء نشرت نتائجه في كتاب لباحث اسرائيلي صدر حديثا توصل الى أن 80% من يهود اسرائيل يؤمنون بأن العرب "لا يقدرون قيمة الحياة وأنهم غير صادقين وانهم يدفعون اسرائيل الى الحرب على الرغم من رغبتها في السلام."

وأكد الكاتب على أن الاسرائيليين بصفة عامة وليس فقط حكوماتهم أو مجموعة من المتشددين الاسرائيليين لا يؤيدون التنازل عن أراضي للفلسطينيين في ظل تلك القناعة الراسخة لديهم.

وقال انه لا الحكومة الاسرائيلية الحالية ولا غيرها تستطيع أن تجبر تلك الأغلبية من الشعب الاسرائيلي على تقبل فكرة التنازل عن أراضي للعرب الذين يؤمن أكثر من 71 بالمائة من الاسرائيليين أنهم يريدون اهانة الدولة العبرية.

واتخذ الكاتب مقالا كتبه أمير البحرين عام 2009 في صحيفة الواشنطن بوست للتدليل على وجهة نظره حيث كان الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة قد انتقد آنذاك في مقال له بعنوان "على العرب أن يتحدثوا مع الاسرائيليين" القيادات العربية لعدم اظهارهم الحكمة الكافية في ابداء مزايا المبادرة العربية التي طرحت عام 2002 للاسرائيليين واعتبر ذلك فشلا منهم.

وقال "انه من حق أي اسرائيلي ان يؤمن ان المسلمين يكرهونه"، منهيا مقاله بأن العرب لابد أن يفعلوا المزيد من أجل تحقيق السلام.